يوم قصيت !! شعري
السلام عليكم ..
نوير صويلح معكم على الخط!
اليوم قصتي قصة!
بعد المشاورات والمداولات قررت قراراً خطيراً يؤثر على الأسرة بأكملها.... قررت أقص شعري!! أما ليه خطير؟ لأنه هذه المرة سيكون عند الكوافيرة وليس على يد الوالدة مثل العادة..
وأما ليه يؤثر على الأسرة بأكملها فلأن شكلي حتماً سيتغير إلى الأفضل وعندها لن يجد سعيدان البطل مادة جديدة للاستهزاء والمسخرة.. فهذا سيؤدي إلى انسداد فمه – مؤقتاً- ومنه ستكون الأسرة في راحة وهناء لمدة محدودة، وعندها سيتغير مزاج الوالد والوالدة إلى الأفضل، وحينها سيقرران رحلة أو سفرة أو كشتة أو أي شيء يضفي على أسرتنا نوع من الانشراح، ومن خلال هذا الانشراح يمكن الوالد يزيد الرواتب قليلاً وإلى ذلك الوقت يكون شعري طال مرة أخرى وعندها سأقصه مرة ثانية وسيتكرر المسلسل السابق وسنعيش شهور من العسل... شفتوا التخطيط اللي ما حصلش؟!
ومن هنا اتفقت مع الوالدة والأخت الفاضلة سوير أن نذهب إلى المشغل مساء هذا اليوم..
وجلست أتحرق شوقاً وأتخيل القصات المناسبة لشعري .. الخ.
وعندما جاء المساء كنت أول راكبة لسيارتنا المحترمة بل – توفيراً للوقت وابتعاداً عن المشاكل – جلست في الكرسي الأخير في المرتبة الثالثة!
وصلنا إلى المشغل وبدأ قلبي يخفق بشدة..!
دخلنا من البوابة وأنا أوزع الابتسامات، ثم توجهنا إلى مكان الجلوس وأنا أسرق النظر إلى العاملات الآسيويات لقد كن يرتدين "خلاقين" بمعنى الكلمة – لا أدري كيف وظفوهن خياطات هنا؟!- بناطيل مهترئة لون وبلايز ولادية لون ثاني وشبشب حمام، والمنظر مروع، البعض بدون أكمام ... إيه الله لا يعيدها من شوفة!!
المهم طلبنا الكوافيرة واتجهنا إلى الغرفة الخاصة بالتسريحات، وإلا الموسيقى تصدح ما أدري بأي لغة لكن يظهر أنها لغة موزمبيقية مندثرة، فطلبت منهن إغلاق المسجل. وكانت الاستجابة مباشرة والحمد لله..
حدثناها عن رغبتي في قص شعري وأنني محتارة في التسريحة المناسبة لشكل وجهي... تأملتني قليلا.. ثم قالت: أنت فيه مشكله كثير: أنت وجه نحيف مرة، وشعر كوشه مرة" قالتها هكذا دون احترام لمشاعري الهيافة!!!" ثم أكملت علشان كذا أنت لازم يسوي كوي شعر ويصبغ لون كويس!! أعوذ بالله أنا ملابسي أخاف أكويهن يحترقن أجل شعري!!
وهنا بدأت سوير في الزن فوق راسي وأن هذا هو الأفضل لشكلي وكنت رافضة وصامدة حتى وقعت على نقطة ضعفي.. قالت: وإذا شافوك في العرس يسألون عن هالزينة ويمكن ما يجي الصيف إلا وأنت مخطوبة!!!!
طبعاً أنا بلا تفكير وااافقت.. وابتدأت بكي شعري وبعد ساعتين سمحت لي بالنظر في المرآة وكانت المفاجأة!!!
ففور أن رأيت شعري تذكرت القصيدة ... كأنه علم في رأسه نار، شعري كأنه مسطرة ولونه أقرب إلى لون النار!! قمة الرعب .. حتى سوير تبهذلت وحاولت تتماسك وهي تقول: اصبري يحتاج كم يوم حتى يزين!!
طبعا أنا "انخرطت" في بكاء حزين لأنني لم أتصور أن أكون في يوم من الأيام بهذا الشكل المرعب!! لا أدري كيف بعض البنات ما يهتمون، تغلط عليهم الكوافيرة وتصبغ شعرهم أزرق، وأحمر دم الغزال، وبنفسجي، ووردي، وهم عادي كل ثقة!!، بالله قد رأيتم في حياتكم إنسان ينبت له شعر كأنه ببغاء أفريقي؟!
المهم أرجع لمصيبتي .. قالت الكوافيرة: "واو أنت صرت كويس كثير!! أنا لازم آخذ صورة علشان إذا زبون ثاني يقص زيك"!! ما بقى إلا هذي!! أكبر كذابة!! جلست أتعوذ بالله من الشيطان وطلبت العودة مباشرة للبيت وإلا سوف يحصل ما لا تحمد عقباه، يمكن أمسح فيها البلاط، أو أكتب إعلان تحذيري في مجلة كبرى –مثل مجلتنا-!! أحذر فيه من هذا المشغل وبعدين يموت سوقهم!! يستاهلون!! أجل أستغفر الله صور عارضات الأزياء معلقة بأشكال مخلة بالحياء في كل مكان في المشغل!!..
المهم خرجنا من هذا المكان الله لا يعيده وحلفت إني مرة ثانية أحضر الكوافيرة عندي في البيت آمن لقلبي وأريح لعيني...
وصلنا البيت وحصل ما كنت أخشاه حيث كان سعيدان في انتظارنا على أحر من الجمر وقد نظف أسنانه وشرب زنجبيل لتقوية مجاري السخرية، طبعا بعد ما رفعت الطرحة عن رأسي وأنا أنظر إلى ردة فعله... فجأة توقف عن الضحك ثم جحظت عيناه وقال بصوت مذهول: يا لله ما كنت أدري إن فيه إنسان بهذا الشكل، لا أعرف من أين أبدأ تعليقاتي!!!!! وأحضر ورقة وقلماً وبدأ يتأملني ويكتب!!! طبعاً أنا نفسيتي تعبانه فقمت –كالعادة- بطرده شر طردة